عندما يهمس أحد في أذنك ويخبرك بشيء يخجل من ذكره على الملاً أو حين تخبر أنت أحداً عن شيء ما بصوت منخفض حتى لا يسخر منك السامعون هذا هو حال كل من يقول أن منتخب مصر لديه فرصة في الصعود لمونديال 2010 والسبب بسيط جداً ومعروف للجميع , لأن البطولة ليست في إيطاليا !
يا أمة ضحكت من جلها الأمم , كيف أن نكون أسياد القارة ويتلاعب بنا الصغار كيف أن نكون زعماء أفريقيا ونترك الجميع يعبث بنا كيف أن يكون عندنا لاعبين كبار يستطيعون دفعنا للأمام ونترك الجهل والعند يدمرونهم كيف وكيف وكيف إنها حكاية مصر مع تصفيات كأس العالم .
تعادل غريب في القاهرة وهزيمة مهينة لمنتخب مصر في الجزائر كل هذا كفيل بأن يكون لاعبو المنتخب المصري والجهاز الفني في بيوتهم أثناء كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا ليشاهدون زامبيا أو الجزائر تلعب باسم أفريقيا بدلاً منهم .
فالتاريخ لا يخدم " المغفلين " ولا يشفع " للجهلاء " وإنما العامل المرجح في تصفيات كأس العالم يكون هو العطاء في أرض الملعب وبذل الجهد والعرق في سبيل خدمة الوطن وتحقيق حلم الجماهير في رؤية بلادهم في أكبر حدث كروي على مستوى العالم .
ما رأيناه في البليدة شيء مخزي ومنتخب " عقيم " كما أطلقت عليه في مقالتي عقب مباراة زامبيا منتخب " جاهل كرويا " أطاح بأحلام 20 سنة هباءً وكسر أفراح المصريين بالإنجازات التي حققها الفراعنة في كأسي الأمم الأفريقية الأخيريتين .
الجهل .. إنه أفظع شيء يمكن أن يقابله الإنسان في الوجود وهو الشيء الذي قصم ظهر المنتخب المصري في التصفيات والمحزن أن الجهل كان من الإدارة الفنية للمنتخب ومعظم لاعبوه فإدارة الجهاز الفني للمباراة كانت ممتازة في الشوط الأول حتى ظن أنه نجح في الفوز بالمباراة ولكنه الجهل !
العند .. قال السابقون أنه وريث الكفر ! وعانى منه المنتخب المصري تحت قيادة شحاته كثيراً استبعد لاعبين عنداً وضم لاعبين عنداً من يقول أن معوض وبركات خارج تشكيلة مباراة زامبيا ؟ ومن يقول أن زكي صاحب أسوأ مستوى في الدور الثاني من الدوري الإنجليزي أساسياً وميدو أحد قادة المنتخب المصري منذ عهد الجوهري خارج المنتخب تماماً .
قدم المنتخب المصري في شوط المباراة الأول أمام الجزائر أداءاً دفاعياً رائعاً وهجومياً مميزاً وكاد أن يخطف هدف في أكثر من مناسبة ولكن انتهاء الشوط سلبياً كان بداية الهزيمة فقانون كرة القدم يقول أن الشوط الأول شوط لاعبين والثاني شوط المدربين ولكن شحاته رمى بأوراقه في الشوط الأول وتفرغ للدعاء في الشوط الثاني !
ترك دكة البدلاء خالية من اللاعبين الذي يستطيعون أن يدعمو الفريق ولم يؤمن دفاعه في الشوط الثاني ولم يستطيع أن يبني حائط صد في منتصف الملعب وفي ظل هجوم وثورة الجزائرين ظل يلعب بثلاثة مهاجمين وترك منتصف الملعب عارياً أمام الطوفان الأبيض الجزائري .
أحمد سعيد أوكا لاعب جيد ينتظره مستقبل كبير ولكن معظم الجماهير لم تعرفه سوى في مباراة عمان فكيف للمدرب القدير حسن شحاته أن يغامر بلاعب بلا خبرة دولية في مباراة كهذه وهو مسئول عن جزء من الهدفين الأول والثاني أما الحضري فهو مسئول عن الثلاثة .
حسن شحاته وضع الفريق المصري في جزيرة محاصرة بالسهام والخناجر ودعى الله أن ينجيه ولكن كيف وانت لا تساعد فريقك على النجاة ولا تجهز بدلاء على مستوى الأساسيين , فتفوق المارشال سعدان كما يلقبونه على المعلم شحاته كما يلقبه المصريون أمر منطقي بعد ما رأيناه في ملعب المباراة .
الجزائر فريق ضعيف ولكن مصر فريق أضعف , وضعف مصر يأتي من ضعف جهازها الفني صاحب الإنجازات في البطولات المجمعة فقط والإنكسارات والإنهزامات في التصفيات , لو ذهب حرس الحدود بجهازه الفني القدير إلى الجزائر لحقق فوز بالأربعة وليس هزيمة بالثلاثة .
فريق الجزائر فريق مهلهل ولن يستطيع عبور عقبة زامبيا مع احترامنا الكبير للأشقاء في الخضراء ولكن هذه حقيقة , فوز الجزائر جاء بمساعدة المصريين والجهل الذي أصاب المنتخب المصري بالشلل التام .
انتهى المشوار وذبح المنتخب المصري نفسه والفضل يرجع للعند والجهل لن نخوض في حسابات " برمة " المعقدة التي نلعبها كل أربع سنوات والتي جاءت مبكراً هذه المرة علينا أن نحلل أسباب سقوط مصر المدوي في معظم التصفيات التي خاضها في تاريخه ويجب أن يستقيل المتسبب في إهانة دولة كمصر " كروياً " بهذا الشكل , وبعدها نرى ماذا سنفعل وهل سنحلم من جديد بجنوب أفريقيا أم نطالب الاتحاد الإيطالي بتنظيم كأس العالم !
كلمة × رسالة
الجمهور المصري : كُتب عليكم أن تشاهدو كأس العالم فقط !
الجهاز الفني : لسه بردو هنعاند ؟؟
اللاعبون : لاتعليق ,, فأكبر صدمة أصابتنا كانت منكم .
اتحاد الكرة : هتاخد القرار إياه دلوقتي ؟ ولا هنستنى حفلات كأس القارات ؟
إمضاء / مشجع مصري غيور على سمعة بلده..................محمد السيد الصعيدى