ريكارد: مصر مفاجأة كأس القارات.. والبرازيل الأقرب للقب

من الصعب أن تجد شخصاً يستطيع التألق والوصول إلى العالمية كلاعب ثم يكرر نفس الإنجاز كمدرب، إلا أن الهولندى فرانك ريكارد مدرب برشلونة السابق نجح فى تحقيق المعادلة، فعندما كان لاعباً أبهر العالم مع ميلان الإيطالى ومن قبله أياكس أمستردام الهولندى الذى فاز معه بدورى أبطال أوروبا عام ١٩٩٥، قبل أن يحرز نفس اللقب مع برشلونة ولكن كمدرب على حساب الأرسنال عام ٢٠٠٦، إلا أنه أقيل من منصبه الموسم الماضى بعد فشله فى الفوز بالدورى الإسبانى لموسمين متتاليين.

موقع الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» أجرى مع ريكارد هذا الحوار أثناء وجوده فى جنوب أفريقيا، فماذا قال؟

■ هل هذه هى المرة الأولى لك فى جنوب أفريقيا.. وما انطباعك عنها؟

- لا، لقد زرت جنوب أفريقيا مرتين من قبل مع برشلونة عندما لعبنا مع صن داونز الجنوب أفريقى ودياً، وأعجبت كثيراً بالأجواء والملاعب والبنية التحتية، على الرغم من أننا لم نقيم فيها لفترة طويلة، وألتقينا خلالها بنيلسون مانديلا رئيس جنوب أفريقيا الأسبق، ولكن أهم ما لاحظته على جنوب أفريقيا أن أهلها يعاملون الضيوف مثل الأصدقاء، ولكننى كنت سيئ الحظ، ولم أستطع أن أتجول بحرية، لأن جميع التنقلات كانت بالسيارة الخاصة بالفريق من الفندق إلى الملعب.

■ فى شهر يونيو المقبل ستستضيف جنوب أفريقيا كأس القارات. فمن هو الفريق الذى تراه الأقرب للفوز باللقب؟

- أعتقد أن البرازيل يمكنها الفوز باللقب، لأنها تضم لاعبين كباراً، يتميزون بإمكانيات عالية ورغبة أكيدة فى الفوز فى ظل المؤازرة الجماهيرية المتوقعة، لأن الجماهير البرازيلية دائماً ما تسافر وراء فريقها، ولكننا أيضا لا يمكننا تجاهل إسبانيا التى تقدم مستوى راقياً فى الفترة الأخيرة، ولديها مجموعة من اللاعبين،

وكذلك المنتخب المصرى الذى يمكن أن يكون مفاجأة البطولة، وعلى الرغم من أننى لا أمتلك معلومات عن جنوب أفريقيا فإننى أتوقع أن تقدم أداءً مميزاً نظراً للمساندة الجماهيرية المتوقعة فى ظل إقامة البطولة على أراضيها.

■ وما فرص المنتخبات الأفريقية فى كأس العالم ٢٠١٠؟

- القارة السمراء أفرزت عدداً كبيراً من اللاعبين المميزين فى الفترة الأخيرة، ووصلت معظم الفرق الأفريقية إلى مرحلة النضج الكروى، أمثال كوت ديفوار، والكاميرون، ونيجيريا، فضلاً عن مصر بطلة كأس الأمم الأفريقية، لذلك المنافسة ستكون قوية، ولا يمكن أن نستبعد أياً منهما من المنافسة.

■ هل لديك الطموح لتولى تدريب المنتخب الهولندى؟

- لا يمكننى أن أغلق هذا الباب، لأنك فى عالم كرة القدم لا يمكنك أن تعلم الغيب، وكل ما يمكننى تأكيده هو أننى أستمتع بالتدريب على مستوى الأندية فى الوقت الحالى على الأقل وأؤجل هذه الخطوة حالياً.

■ برشلونة سيلتقى الأربعاء المقبل مانشستر يونايتد فى نهائى دورى أبطال أوروبا.. كيف ترى فرص فريقك السابق فى الفوز باللقب؟

- ستكون مباراة مثيرة للأهمية، لأن مجموعة من أفضل لاعبى العالم ستلعب ضد بعضها، مما يحقق متعة المشاهدة للجمهور، فمانشستر يونايتد لديه لاعبون على أعلى مستوى على رأسهم البرتغالى كرستيانو رونالدو، الذى يمكنه اقتناص الفوز لفريقه فى أى لحظة، ولكن على الجانب الآخر برشلونة يلعب كرة جميلة وممتعة، ويعتمد على الأسلوب الهجومى المنظم، وسيحسم المباراة من يحرز الأهداف مبكراً،

ومن وجهة نظرى إذا نجح برشلونة فى الدفاع بشكل جيد يمكنه الفوز على مانشستر بسهولة، خصوصاً مع تجنب الأخطاء الدفاعية، وعلى الرغم من ذلك لا يمكننى التكهن بالنتيجة، لأن كرة القدم لا تعترف بالتكهنات.

■ وماذا عن ليونيل ميسى؟

هو طفل استثنائى، رأيته قبل سنوات، وتعجبت مما يفعله بالكرة، وطريقة سيطرته عليها والمرور بها تجعله يتفوق على أقرانه من اللاعبين، فضلا عن أنه يتمتع بصغر السن، مما يمنحه الفرصة للتوهج أكثر وأكثر باكتسابه المزيد من الخبرات، وسيفوز بلقب أفضل لاعب فى العالم بكل تأكيد.

■ وما شعورك عندما تراه يلعب وأنت أول من دفع به فى الفريق الأول للبارسا؟

- ميسى يجعل الناس والجماهير سعداء، ويمتعهم بفنه الكروى الجميل، وأنا أحبه كثيراً..

■ خلال فترة توليك تدريب برشلونة ظهر البرازيلى رونالدينهو متألقاً وفاز بلقب أفضل لاعب فى العالم مرتين، هل يمكنه العودة لنفس مستواه؟

- رونالدينهو لاعب من طراز فريد، وربما يكون من أمهر لاعبى كرة القدم الذين عملت معهم فى برشلونة من خلال تعامله مع الكرة بطريقة لا يمكن أن يتوقعها الخصم، ولكى يعود إلى هذا الأداء يحتاج إلى التركيز، وترك أى شىء يمكن أن يشتت تفكيره خارج كرة القدم، وبعدها أضمن أن يعود إلى مستواه ويمتع الجماهير مثل ميسى

■ ومن أفضل لاعب توليت تدريبه؟

- من الصعب تحديد ذلك الآن، لأننى كنت من المدربين المحظوظين، حيث عملت مع عدد من أفضل اللاعبين فى العالم عندما كنت مديراً فنيا لبرشلونة، فمثلا كان لدى رونالدينهو الذى يمكن وصفه بـ»المعجزة»، وديكو الذى يتمتع بالمهارة والموهبة، وتشابى هيرنانديز الذى يبذل الكثير من الجهد فى الملعب وأنيستا الذى ينطبق عليه نفس الوصف، وبعد كل هذه القائمة تجد ميسى، ومن غير العدل أن أختار من بين هذه القائمة الطويلة، فضلا عن اللاعبين الذين لم أتذكرهم ، ويجب أن أحترمهم.

■ كنت لاعباً عظيماً ومدرباً قديراً.. من هو الشخص الذى أثر فى حياتك على الصعيدين؟

- هناك أشخاص كثيرون، ولكن أكثرهم كان يوهان كرويف، الذى كنت أعشقه وأنا صغير وقت أن كان لاعباً فى أياكس أمستردام، قبل أن يتولى تدريبى فى أياكس، وتعلمت منه الكثير لأنه يجمع بين المعرفة والاحترام لكرة القدم.

■ الكثير من الشائعات انتشرت حول مستقبلك، هل اتخذت قرارك النهائى بتدريب أى فريق فى الموسم الجديد؟

- دائما ما ستكون هناك شائعات، ولكننى لا أستطيع أن أحدد حتى الآن وجهتى المقبلة، وسيكون ذلك فى غضون الأسابيع القليلة المقبلة، فأنا لا أحب أن أضاعف الشائعات وأقويها، ولكننى أريد أن أستمر على مستوى الأندية فى الوقت الحالى، ولا يوجد لدى رغبة لخوض تجربة تدريب المنتخبات.